لأنّ الرّسول مصدر سمّى به ، فحيث وحّده حمل على المصدر ، وحيث ثنى حمل على الاسم. ويجوز أن يقال : حيث وحّد حمل على الرّسالة ؛ لأنّهما أرسلا لشىء (١) واحد ، وحيث ثنى حمل على الشّخصين. وأكثر ما فيه من المتشابه سبق.
قوله : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ (٢) كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) بالفاء من غير (من) ، وفى السّجدة بالواو (٣) ، وبعده (من) ؛ لأنّ الفاء للتعقيب والاتصال بالأوّل ، فطال الكلام ، فحسن حذف (من) ، والواو يدلّ على الاستئناف وإتيان (٤) (من) غير مستثقل (٥) وقد سبق الفرق بين إثباته (٦) وحذفه.
فضل السّورة
روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : لا يقرأ أهل الجنّة من القرآن إلّا طه ويس. وقال : من (٧) قرأ سورة طه أعطى يوم القيامة ثواب المهاجرين. وفى حديث علىّ : يا على من قرأ سورة طه أعطاه الله من الثواب مثل ثواب موسى وهارون ، وله بكلّ آية قرأها فرحة يوم يخرج من قبره.
__________________
(١) كذا والأولى : «بشيء».
(٢) الآية ١٢٨.
(٣) الآية ٢٦.
(٤) كذا فى أ ، ب. والأولى : «اثبات» كما يأتى فى مقابل الحذف.
(٥) أ ، ب : «مستعمل» وما أثبت عن الكرمانى.
(٦) ب : «أتيانه».
(٧) قال الشهاب فى كتابته على البيضاوى ٦ / ٢٣٧ : «هو حديث موضوع من حديث أبى ابن كعب المشهور».