زاد (١) فى التوبيخ فقال : (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) فجاء فى كلّ سورة ما اقتضاه ما قبله وما بعده.
قوله : (الَّذِي (٢) خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٣). وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) زاد (هو) فى الإطعام ، والشّفاء ؛ لأنهما ممّا يدّعى الإنسان ، فيقال : زيد يطعم ، وعمرو يداوى. فأكد ؛ إعلاما لأنّ ذلك منه سبحانه وتعالى لا من غيره. وأمّا الخلق والموت ، والحياة ، فلا يدّعيها مدّع ، فأطلق.
قوله فى قصّة صالح : (ما أَنْتَ) بغير واو ، وفى قصّة شعيب : (وَما أَنْتَ) (٤) لأنّه فى قصّة صالح بدل من الأول ، وفى الثانية عطف ، وخصّت الأولى بالبدل ؛ لأنّ صالحا قلّل فى الخطاب ، (فقللوا (٥) فى الجواب) وأكثر شعيب فى الخطاب ، فأكثروا فى الجواب.
فضل السّورة
فيه حديث أبىّ الواهى : من قرأ سورة الشّعراء كان من له الأجر عشر حسنات ، بعدد من صدّق بنوح ، وكذّب به ، وهود ، وشعيب ، وصالح ، وابراهيم ، وبعدد من كذّب بعيسى ، وصدّق بمحمّد صلىاللهعليهوسلم ، وحديث علىّ : يا علىّ من قرأ هذه السّورة كان موته موت الشّهداء ، وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب امرأة فرعون آسية.
__________________
(١) أ ، ب «هذا و» وما اثبت عن شيخ الاسلام على هامش تفسير الخطيب ٣ / ٢٢.
(٢) الآيات ٧٨ ـ ٨٠.
(٣) الآية ١٥٤.
(٤) الآية ١٨٦.
(٥) سقط ما بين القوسين فى أ.