٣٢ ـ بصيرة فى الم. تنزيل ..
السّورة مكّيّة بالاتفاق ، سوى ثلاث آيات ؛ فإنها مدنيّة (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) إلى آخر الآيات الثلاثة. عدد آياتها تسع وعشرون عند البصريّين ، وثلاثون عند الباقين. كلماتها ثلاثمائة وثلاثون. وحروفها ألف وخمسمائة وتسع وتسعون. المختلف فيها آيتان (الم) (خَلْقٍ جَدِيدٍ) (١) فواصل آياتها (ملن) على الميم اثنان : الم و (الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(٢) وعلى اللام آية (هُدىً (٣) لِبَنِي إِسْرائِيلَ) ولها ثلاثة أسماء : سورة السّجدة ، لاشتمالها على سجدة التلاوة ، الثانى سجدة لقمان ؛ للتميّز عن حم السّجدة الثالث المضاجع : لقوله (تَتَجافى (٤) جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ).
مقصود السّورة : تنزيل القرآن ، وإنذار (٥) سيّد الرّسل ، وتخليق السماء والأرض ، وخلق الخلائق ، وتخصيص الإنسان من بينهم ، وتسليط ملك الموت على قبض الأرواح ، وتشوير (٦) العاصين فى القيامة ، وملء جهنّم من أهل الإنكار ، والضّلالة ، وإسقاط (٧) خواصّ العباد فى أجواف اللّيالى
__________________
(١) الآية ١٠.
(٢) الآية ٦.
(٣) الآية ٢٣.
(٤) الآية ١٦.
(٥) من إضافة المصدر الى الفاعل. وهو اشارة الى قوله تعالى فى الآية ٣ : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ..)
(٦) فى أ : «تشرير» وتشوير العاصين أن يفعل ما يسوءهم. يقال : شور به : فعل به فعلا يستحيا منه.
(٧) المراد سقوطهم فى السجود كما يشير اليه قوله تعالى : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً)