٣٦ ـ بصيرة فى
يس والقرآن الحكيم ..
السّورة مكّيّة بالإجماع. عدد آياتها ثمانون وثلاث آيات عند الكوفيّين واثنتان عند الباقين. وكلماتها سبعمائة وتسع وعشرون. وحروفها ثلاثة آلاف. المختلف فيها آية واحدة : يس. مجموع فواصل آياتها (من) وللسّورة اسمان : سورة يس ؛ لافتتاحها ، وسورة حبيب النجار ؛ لاشتمالها على قصّته.
معظم مقصود السّورة : تأكيد أمر (١) القرآن ، والرسالة ، وإلزام الحجّة على أهل الضّلالة ، وضرب المثل فى أهل أنطاكية (٢) ، وذكر حبيب (٣) النّجار ، وبيان البراهين المختلفة فى إحياء الأرض الميتة ، وإبداء اللّيل ، والنهار ، وسير الكواكب ، ودور الأفلاك ، وجرى الجوارى المنشآت فى البحار ، وذلّة الكفار عند الموت ، وحيرتهم ساعة البعث ، وسعد المؤمنين المطيعين ، وشغلهم فى الجنّة ، وميز المؤمن من الكافر فى القيامة ، وشهادة الجوارح على أهل المعاصى بمعاصيهم ، والمنّة على الرّسول صلىاللهعليهوسلم بصيانته من الشّعر ونظمه ، وإقامة البرهان على البعث ، ونفاذ أمر الحق فى كن فيكون ، وكمال ملك ذى الجلال على كلّ حال فى قوله : (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
__________________
(١) أ ، ب : «أم» وهو تحريف عما أثبت.
(٢) هى المرادة بالقرية فى قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ).
(٣) جاء فى التفسير أنه المراد برجل فى قوله تعالى : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى).