معظم مقصود السّورة : بيان تنزيل القرآن ، والإخلاص فى الدّين ، والإيمان ، وباطل عذر الكفّار فى عبادة الأوثان ، وتنزيه الحقّ تعالى عن الولد بكلمة (سُبْحانَهُ) ، (١) وعجائب صنع الله فى الكواكب والأفلاك بلا عمد وأركان ، والمنّة على العباد بإنزال الإنعام من السّماء فى كلّ أوان ، وحفظ الأولاد فى أرحام الأمهات بلا أنصار وأعوان ، وجزاء الخلق على الشكر والكفران ، وذكر شرف المتهجّدين فى الدّياجر (٢) بعبادة الرّحمن ، وبيان أجر الصابرين وذلّ أصحاب الخسران ، وبشارة المؤمنين فى استماع القرآن بإحسان ، وإضافة غرف الجنان لأهل الإخلاص والعرفان ، وشرح صدر المؤمنين بنور التوحيد والإيمان ، ـ وبيان أحوال آيات الفرقان ، وعجائب القرآن ، وتمثيل أحوال أهل الكفر وأهل الإيمان ، والخطاب مع المصطفى بالموت والفناء وتحلّل الأبدان ، وبشارة أهل الصّدق بحسن الجزاء والغفران ، والوعد بالكفاية والكلاءة (٣) للعبدان ، وبيان العجز عن العون ، والنّصرة للأصنام والأوثان ، وعجائب الصنع فى الرّؤيا ، والنوم وماله من غريب الشان ، ونفرة الكفّار من سماع ذكر الواحد الفرد الديّان ، والبشارة بالرّحمة لأهل الإيمان ، وإظهار الحسرة والنّدامة يوم القيامة من أهل العصيان ، وتأسفهم فى تقصيرهم فى الطّاعة زمان الإمكان ، وإضافة الملك إلى قبضة قدرة الرّحمن ، ونفخ الصور على سبيل الهيبة ، والسّياسة ، وإشراق العرصات بنور العدل ، وعظمة السلطان ، وسوق الكفّار بالذلّ والخزى
__________________
(١) الآية ٤.
(٢) هو جمع الديجور للمظلم. والواجب الدياجير.
(٣) الكلاءة : الحفظ والحراسة.