الحسان ، وإحاطة علم الله بكلّ شىء من الإسرار والإعلان ، بقوله : (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ).
الناسخ والمنسوخ :
فيها من المنسوخ آية واحدة (ادْفَعْ (١) بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) م آية السّيف (٢) ن
المتشابهات :
قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ (٣) أَيَّامٍ) أى مع اليومين اللّذين تقدّما فى قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) كيلا يزيد العدد على ستّة أيّام ، فيتطرّق إليه كلام المعترض. وإنما جمع بينهما ولم يذكر اليومين على الانفراد بعدهما ؛ لدقيقة لا يهتدى (٤) إليها إلا كلّ فطن خرّيت (٥) وهى أنّ قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) صلة (بِالَّذِي) و (تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً) عطف على (لَتَكْفُرُونَ) و (جَعَلَ فِيها رَواسِيَ) عطف على قوله : (خَلَقَ الْأَرْضَ) وهذا ممتنع فى الإعراب لا يجوز فى الكلام ، وهو فى الشعر من أقبح الضرورات ، لا يجوز أن يقال : جاءنى الذى يكتب وجلس (٦) ويقرأ : لأنّه لا يحال بين صلة الموصول وما يعطف عليه بأجنبىّ من الصّلة ؛ فإذا امتنع هذا لم يكن بدّ من إضمار فعل يصحّ الكلام به ومعه ، فيضمر (خَلَقَ الْأَرْضَ) بعد قوله (ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) فيصير التقدير : ذلك ربّ العالمين ، خلق الأرض وجعل فيها رواسى من فوقها ، وبارك فيها ، وقدّر فيها أقواتها ، فى أربعة أيّام ؛ ليقع
__________________
(١) الآية ٣٤.
(٢) الآية ٥ سورة التوبة.
(٣) الآية ١٠.
(٤) فى الكرمانى : «يتهدى».
(٥) هو الدليل الحاذق.
(٦) على أن تكون (جلس) ليست معطوفة على الصلة بل معترضة بين الصلتين.