٤٣ ـ بصيرة فى
حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه ..
السّورة مكّيّة إجماعا. عدد آياتها [ثمان (١) وثمانون] عند الشّاميّين ، وتسع عند الباقين. وكلماتها ثمانمائة وثلاث وثلاثون. وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة. الآيات المختلف فيها اثنتان : حم ، مهين (٢). مجموع فواصل آياتها (ملن) تسمّى سورة الزّخرف ؛ لقوله (عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً).(٣)
معظم مقصود السّورة : بيان إثبات القرآن فى اللّوح المحفوظ ، وإثبات الحجّة والبرهان على وجود الصانع ، والرد على عبّاد الأصنام الذين قالوا : الملائكة بنات الله ، والمنّة على الخليل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بإبقاء كلمة التوحيد فى عقبه ، وبيان قسمة الأرزاق ، والإخبار عن حسرة الكفار ، وندامتهم يوم القيامة ، ومناظرة فرعون ، وموسى ومجادلة المؤمنين مع ابن (٤) الزّبعرى بحديث عيسى ، وبيان شرف الموحّدين فى القيامة وعجز الكفّار فى جهنّم ، وإثبات إلهيّة الحقّ فى السماء والأرض ، وأمر الرّسول بالإعراض عن مكافأة الكفّار فى قوله : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ).
__________________
(١) زيادة لا بد منها ، عن شرح ناظمة الزهر.
(٢) الآية ٥٢.
(٣) الآيتان ٣٤ ، ٣٥.
(٤) هو عبد الله بن الزبعرى. وقد أسلم بعد. ومن مجادلته أنه كان يقول أن النصارى أهل كتاب وقد عبدوا عيسى ابن الله ، والملائكة بنات الله فهم أحقاء بالعبادة كعيسى. والمؤلف يشير الى قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) فقد جاء فى التفسير أنه ضارب المثل بعيسى عليهالسلام.