٥٨ ـ بصيرة فى قد سمع ..
السّورة مدنيّة بالاتّفاق. آياتها اثنتان وعشرون عند الجمهور ، وإحدى وعشرون عند المكّيّين. وكلماتها أربعمائة وثلاث وسبعون. وحروفها ألف وسبعمائة واثنتان وتسعون. المختلف فيها آية واحدة : (فِي الْأَذَلِّينَ)(١) مجموع فواصل آياتها (من زرد) وعلى حرف الزّاء آية واحدة : (عَزِيزٌ)(٢) فحسب. سمّيت سورة المجادلة ، لقوله : (تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها).
معظم مقصود السّورة : بيان حكم الظّهار ، وذكر النجوى والسّرار ، والأمر بالتّوسع فى المجالس ، وبيان فضل أهل العلم ، والشكاية من المنافقين ، والفرق بين حزب الرّحمن ، وحزب الشيطان ، والحكم على بعض بالفلاح ، وعلى بعض بالخسران ، فى قوله : (هُمُ (٣) الْخاسِرُونَ) و (هُمُ الْمُفْلِحُونَ).(٤)
المتشابهات (٥)
(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ) وبعده : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) لأنّ الأوّل خطاب للعرب ؛ وكان طلاقهم فى الجاهلية الظّهار ، فقيّده بقوله : (مِنْكُمْ) وبقوله : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) ثمّ بيّن أحكام
__________________
(١) الآية ٢٠.
(٢) الآية ٢١.
(٣) الآية ١٩.
(٤) الآية ٢٢.
(٥) لم يذكر الناسخ والمنسوخ ، وهنا موضع ذكره. وفى كتاب النحاس أن الآية الثالثة نسخت حكم الظهار فى الجاهلية ، فقد كان الظهار عندهم طلاقا ، فجاء الشرع بحكم له جديد فى الآية. وفيه أيضا أن الآية الثانية عشرة فيها الأمر بتقديم صدقة عند مناجاة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، ويقال أن عليا رضى الله عنه عمل بها ثم نسخ هذا فى الآية التالية لها.