لأنّ الأوّل متّصل بقوله : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ) لأنّهم يرون الظّاهر ، ولا يفقهون على (١) ما استتر عليهم ، والفقه معرفة ظاهر الشىء وغامضه بسرعة فطنة ، فنفى عنهم ذلك. والثانى متّصل بقوله : (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) أى لو عقلوا لاجتمعوا على الحقّ ، ولم يتفرّقوا.
فضل السّورة
فيه أحاديث منكرة ، منها حديث أبىّ : من قرأ سورة الحشر لم يبق جنّة ، ولا نار ، ولا عرش ، ولا كرسىّ ، ولا حجاب ، ولا السّماوات السّبع ، والأرضون السّبع ، والهوامّ ، والرّيح ، والطّير ، والشجر ، والدّواب ، والجبال والشمس ، والقمر ، والملائكة ـ إلّا صلّوا عليه. فإن مات من يومه أو ليلته مات شهيدا ، وحديث علىّ : يا علىّ من قرأها قال الله عزوجل له يوم القيامة : عبدى استظلّ بظلّ عرشى ، وكل من من ثمار جنّتى [حتى](٢) أفرغ إليك. فإذا فرغ الله عزوجل من حساب الخلائق وجّهه إلى الجنّة ، فيتعجّب منه أهل الموقف. وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب إسحاق وإبراهيم.
__________________
(١) كذا ، وكأنه ضمن (يفقهون) معنى يطلعون فعداه بعلى.
(٢) زيادة اقتضاها السياق.