والبعد والقرب من المعصية والطّاعة. وكذلك اختلاف (١) ما يسرّون وما يعلنون ؛ فإنهما ضدّان. ولم يكرّر مع (يَعْلَمُ) لأنّ الكلّ بالإضافة إلى علم الله سبحانه جنس واحد ؛ لا يخفى عليه شىء.
قوله : (وَمَنْ يُؤْمِنْ (٢) بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) ومثله فى الطّلاق (٣) سواء ؛ لكنّه زاد هنا (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) ؛ لأنّ هذه السّورة بعد قوله : (أَبَشَرٌ (٤) يَهْدُونَنا) الآيات ، فأخبر عن الكفّار بسيّئات [تحتاج (٥) إلى تكفير إذا آمنوا بالله ، ولم يتقدّم الخبر عن الكفار بسيّئات] فى الطلاق فلم يحتج إلى ذكرها.
فضل السّورة
فيه حديث أبىّ الواهى : من قرأ التغابن رفع عنه موت الفجاءة ، وحديث علىّ : يا علىّ من قرأها فكأنّما تصدّق بوزن جبل أبى قبيس ذهبا فى سبيل الله ، وكأنما أدرك ألف ليلة من ليالى القدر ، وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب من يصوم ثلاثة أيّام كلّ شهر.
__________________
(١) سقط فى الكرمانى.
(٢) الآية ٩.
(٣) الآية ١١.
(٤) الآية ٧.
(٥) زيادة من الكرمانى.