المتشابهات
قوله : (فَأَمَّا (١) مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) بالفاء ، وبعده : (وَأَمَّا) بالواو ؛ لأنّ الأوّل متّصل بأحوال القيامة وأهوالها ، فاقتضى الفاء للتّعقيب ، والثّانى متّصل بالأوّل ، فأدخل الواو ؛ لأنّه للجمع.
قوله : (وَما هُوَ (٢) بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) خصّ ذكر الشّعر بقوله : (ما تُؤْمِنُونَ) لأنّ من قال : القرآن شعر ، ومحمّد صلىاللهعليهوسلم شاعر ـ بعد ما علم اختلاف آيات القرآن فى الطّول والقصر ، واختلاف حروف مقاطعه ـ فلكفره وقلّة إيمانه ، فإنّ الشعر كلام موزون مقفّى. وخصّ ذكر الكهانة بقوله : (ما تَذَكَّرُونَ) ؛ لأنّ من ذهب إلى أنّ القرآن كهانة ، وأنّ محمّدا صلىاللهعليهوسلم كاهن فهو ذاهل عن ذكر (٣) كلام الكهّان ؛ فإنّه أسجاع لا معانى تحتها ، وأوضاع تنبو الطّباع (٤) عنها ، ولا يكون فى كلامهم ذكر الله تعالى.
فضل السّورة
فيه الحديثان السّاقطان ، عن أبىّ : من قرأها حاسبه الله حسابا يسيرا ، وعن علىّ : يا علىّ من قرأها ، ثم مات من يوم قرأها إلى آخر السنة ، مات شهيدا ، وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب صالح النبىّ عليهالسلام.
__________________
(١) الآية ١٩.
(٢) الآيتان ٤١ ، ٤٢.
(٣) سقط فى الكرمانى.
(٤) فى الكرمانى : «الطبائع».