الفصل الأول
فى شروط التعلم والتعليم
وهى اثنا عشر شرطا : ـ
الأول : أن يكون الغرض إنما هو تحقيق ذلك العلم فى نفسه إن كان مقصودا لذاته ، أو التوسّل به الى ما وضع له إن كان وسيلة إلى غيره ، دون المال والجاه والمبالغة والمكاثرة ؛ بل يكون الغرض تلك الغاية وثواب الله عزوجل. فكثير من نظر فى علم لغرض ، فلم يحصّل ذلك العلم ولا ذلك الغرض ، ولمّا لزم الإمام أبو حامد الغزالىّ الخلوة أربعين يوما رجاء لظهور ينابيع الحكمة من قلبه عملا بما بلغه من الخبر النّبوىّ (من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) ولم ير ذلك ، تعجب من حاله فرأى فى منامه أنه قيل (له (١)) : إنك لم تخلص لله إنّما أخلصت لطلب الحكمة.
الثانى : أن يقصد العلم الّذى تقبله نفسه ، ويميل إليه طباعه ، ولا يتكلّف غيره ؛ فليس كلّ الناس يصلحون لتعلّم العلم ، (ولا (٢) كل صالح لتعلّم العلم) يصلح لتعلّم جميع العلوم. وكلّ ميسّر لما خلق له.
__________________
(١) سقط ما بين القوسين فى أ.