٧٢ ـ بصيرة فى قل أوحى ..
السّورة مكّيّة. آياتها ثمان وعشرون عند الكلّ ، إلّا مكة ؛ فإنّها فى عدّهم (١) سبع. عدوّا (لَنْ يُجِيرَنِي (٢) مِنَ اللهِ أَحَدٌ) ، وأسقطوا (مُلْتَحَداً) فى غير رواية البزّىّ. وفى رواية البزّى : لم يعدّ (لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ) ، ولم يعد (مُلْتَحَداً) فصار فى روايته سبعا وعشرين. وفى الرواية الأخرى : ثمانيا وعشرين. وكلماتها مائتان وخمس وثمانون. وحروفها تسعمائة وتسع وخمسون. فواصل آياتها على الألف. سمّيت سورة الجنّ ، لاشتمالها على الجنّ فى قوله : (يَعُوذُونَ (٣) بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ) ، وقوله : (نَفَرٌ (٤) مِنَ الْجِنِّ).
معظم مقصود السّورة : عجائب علوم القرآن ، وعظمة سلطان الملك الدّيّان ، وتعدّى الجنّ على الإنسان ، ومنعهم عن الوصول إلى السّماء بالطّيران ، والرّشد والصّلاح لأهل الإيمان ، وتهديد الكفّار بالجحيم والنيران ، وعلم الله تعالى بالإسرار والإعلان ، وكيفية تبليغ الوحى من الملائكة إلى الأنبياء
__________________
(١) يفهم من كلامه الآتى أن الذى يعدها من أهل مكة سبعا وعشرين هو البزى فقط ، وجمهور المكيين على عدها ثمانيا وعشرين ، وعبارته هنا توهم العكس. ويظهر أن خلاف البزى غير مشهور وغير معمول به ، فالشاطبى فى ناظمة الزهر لم يذكر خلافا فى أنها ثمان وعشرون ، وكذلك شهاب البيضاوى.
(٢) الآية ٢٢.
(٣) الآية ٦.
(٤) الآية ١.