٧٤ ـ بصيرة فى يا أيها المدثر ..
السّورة مكّيّة. وآياتها ست وخمسون فى عدّ العراقى والبزّىّ ، وخمس فى عدّ المكّىّ. وكلماتها مائتان وخمس وخمسون. وحروفها ألف وعشر. المختلف فيها اثنان (١) : (يَتَساءَلُونَ (٢) عَنِ الْمُجْرِمِينَ). فواصل آياتها (ردنها) على الدّال آية : (ثُمَّ يَطْمَعُ (٣) أَنْ أَزِيدَ). سمّيت المدّثّر ؛ لمفتتحها.
مقصود السّورة : أمر النبىّ صلىاللهعليهوسلم بدعوة الخلق إلى الإيمان ، وتقرير صعوبة القيامة على (الكفّار و) أهل العصيان ، وتهديد وليد (٤) ابن مغيرة بنقض القرآن ، وبيان عدد زبانية النّيران ، وأنّ كلّ أحد رهن بالإساءة والإحسان ، وملامة الكفّار على إعراضهم عن الإيمان ، وذكر وعد الكريم على التقوى بالرّحمة والغفران ، فى قوله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ).
المنسوخ فيها آية واحدة : م (ذَرْنِي (٥) وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) ن آية السيف.
__________________
(١) كذا فى أ ، ب وكأنه أراد لفظين ، والا فالواجب اثنتان اذ هما عدد للآيتين.
(٢) الآيتان ٤٠ ، ٤١. يريد أن بعضهم عد (يَتَساءَلُونَ) وبعضهم لم يعدها ، وكذلك القول فى (عَنِ الْمُجْرِمِينَ) وفى مصحف حفص عدهما جميعا فهما آيتان.
(٣) الآية ١٥.
(٤) المشهور : الوليد ، وهو أبو خالد بن الوليد رضى الله عنه ، ويشير المؤلف الى قوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) وما بعده. وقوله : بنقض القرآن أى بسبب تعرضه للقرآن وانكار انه من عند الله لقوله فيه : (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ).
(٥) الآية ١١. والظاهر أن هذه الآية ليست منسوخة ، فان معناها التهديد من الله له وذكر فى الآية ما يناله فى جهنم ، وهو لا ينافى ما يناله فى الدنيا من القتل وغيره.