المتشابهات قوله :
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) ثمّ أعاد ، فقال : (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) فيه ثلاثة أقوال : أحدها أنّه سبحانه أقسم بهما ، والثانى : لم يقسم بهما ، والثّالث : أقسم بيوم القيامة ، ولم يقسم بالنّفس. وقد ذكرنا بسطه فى التفسير.
قوله : (وَخَسَفَ (١) الْقَمَرُ) وكرّره (٢) فى الآية الثّانية (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) ؛ لأنّ الأوّل عبارة عن بياض (٣) العين بدليل قوله : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ). وفيه قول ثان ـ وهو قول الجمهور ـ أنهما بمعنى واحد. وجاز تكراره لأنّه أخبر عنه بغير الخبر الأوّل. وقيل : الثانى وقع موقع الكناية ؛ كقوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ (٤) اللهُ ... وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ ... إِنَّ اللهَ) فصرّح ؛ تعظيما ، وتفخيما ، وتيمّنا ، قال تاج (٥) القرّاء : ويحتمل أن يقال : أراد بالأوّل الشّمس ؛ قياسا على القمرين. ولهذا ذكّر فقال : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) أى جمع القمران ؛ فإنّ التّثنية أخت العطف. وهذه دقيقة.
__________________
(١) الآية ٨.
(٢) أى كرر القمر.
(٣) عبارة غيره : «نور البصر» ومن يقول بهذا التفسير يجعل ذلك كناية عن الاختصار ، فالبصر يتحير ويبرق ويخسف ضوء العين ويذهب ، ويفسر جمع الشمس والقمر باستتباع الروح ضوء البصر أى تخرج الروح ـ وهى المعبر عنها بالشمس ـ ويخرج معها ضوء البصر ، وعبر عنه بالقمر لأنه مستمد من الروح تابع لها كما يتبع القمر الشمس. وترى أن هذا التفسير مبنى على التجوز وهو بعيد.
(٤) أول سورة المجادلة.
(٥) هو الكرمانى صاحب البرهان فى متشابه القرآن.