بها أهل النّار. فخصّت هذه السّورة بسجّرت ؛ موافقة لقوله تعالى (سُعِّرَتْ) ليقع الوعيد بتسعير النار وتسجير البحار ، وفى الانفطار وافق قوله : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) أى تساقطت (وَإِذَا الْبِحارُ (١) فُجِّرَتْ) أى سالت مياهها ففاضت على وجه الأرض ، (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) : قلبت وأثيرت. وهذه أشياء كلّها زالت [عن] أماكنها ، فلاقت كلّ واحدة قرائنها.
قوله : (عَلِمَتْ (٢) نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) ، وفى الانفطار (قَدَّمَتْ)(٣)(وَأَخَّرَتْ) ، لأنّ ما فى هذه السّورة متّصل بقوله : (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) فقرأها أربابها ، فعلمت ما أحضرت ، وفى الانفطار متّصل بقوله : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) والقبور كانت فى الدنيا فتتذكر ما قدّمت فى الدّنيا ، وما أخّرت فى العقبى ، وكلّ (٤) خاتمة لائقة بمكانها. وهذه السّورة من أوّلها إلى آخرها شرط وجزاء ، وقسم وجواب.
فضل السّورة
فيه من الأحاديث الواهية حديث أبىّ : من أحبّ أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ (إذا الشمس كورت) ، ومن قرأها أعاذه الله أن يفضحه حين ينشر صحيفته ، وحديث على : يا علىّ من قرأها أعطاه الله ثواب الصّالحين ، وله بكلّ آية ثواب عتق رقبة ، ووجدت فى بعض الحواشى عن بعض المفسرين : من لدغته العقرب يقرأ ثلاث مرّات (إذا الشمس كورت) ، وينفخها فى ماء ، ثمّ يشربه ، يسكن فى الحال.
__________________
(١) سقط ما بين القوسين فى أ.
(٢) الآية ١٤.
(٣) الآية ٥.
(٤) الاولى : فكل.