٨٦ ـ بصيرة فى والسماء والطارق ..
السّورة مكّيّة. وآياتها سبع عشرة فى عدّ الجميع ، غير أبى جعفر ؛ فإنّها عنده ستّ عشرة. أسقط (يَكِيدُونَ كَيْداً) ، وعدّها الباقون. وكلماتها إحدى وستّون. وحروفها مائتان وتسع وثلاثون. فواصل آياتها (ظلّ بق عار). سمّيت بأوّلها الطارق.
مقصود السّورة : القسم على حفظ أحوال الإنسان ، والخبر عن حاله فى الابتداء والانتهاء ، وكشف الأسرار فى يوم الجزاء ، والقسم على أنّ كلمات القرآن جزل ، غير هزل ، من غير امتراء ، وشفاعة حضرة الكبرياء إلى سيّد الأنبياء بإمهال الكافرين ، فى العذاب والبلاء ، فى قوله : (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً).
المنسوخ فيها آية واحدة : م (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ)(١) ن آية السّيف (٢).
ومن المتشابه (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) وهذا تكرار ، وتقديره : مهّل مهّل مهّل ؛ لكنّه عدل فى الثّانى إلى (أمهل) ؛ لأنّه من أصله ، وبمعناه : كراهة التكرار ، وعدل فى الثالث إلى قوله : (رُوَيْداً) ؛ لأنّه بمعناه ، أى أرودهم إروادا. ثمّ صغّر (إروادا) تصغير التّرخيم ، فصار : رويدا. وقيل : (رُوَيْداً) صفة مصدر محذوف ، أى إمهالا رويدا ، فيكون التكرار مرّتين. وهذه أعجوبة.
__________________
(١) الآية ١٧
(٢) الآية ٥ سورة التوبة