لأنّ الحال هو الزّمان الموجود ، واسم الفاعل واقع موقع الحال ، وهو صالح للأزمنة. واقتصر من الماضى على المسند إليهم ، فقال : (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) ولأنّ اسم الفاعل بمعنى الماضى فعل (١) على مذهب الكوفيّين. فاقتصر من (٢) المستقبل على المسند إليه فقال : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) وكان اسم (٣) الفاعلين بمعنى المستقبل. وهذا معجزة للقرآن وبرهان.
فضل السّورة
فيه أحاديث : من قرأها فكأنّما قرأ ربع القرآن ، وتباعدت منه مردة الشّياطين ، وبرئ من الشرك وتعافى من الفزع الأكبر. ويروى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لرجل : اقرأ عند لبس ثيابك : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ؛ فإنها براءة من الشّرك. وقد سمّاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم مقشقشة أى مبرئة من النّفاق. وفيه حديث علىّ الضعيف أيضا : يا علىّ من قرأها أنجاه الله من شدّة يوم القيامة ، وله بكلّ آية قرأها ثواب المستغفرين بالأسحار.
__________________
(١) أ ، ب : «فعمل» وهو محرف عما أثبت
(٢) فى الكرمانى : «واقتصر» وهو أولى
(٣) فى الكرمانى : «أسماء»