١١٤ ـ بصيرة فى
قل أعوذ برب الناس ..
السّورة مدنيّة. وآياتها سبع عند المكّيّين ، والشّاميّين ، وستّ عند الباقين. المختلف فيها آية : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ). وكلماتها عشرون. وحروفها تسع وسبعون. وفواصلها على السين. وسمّيت سورة النّاس ؛ لتكرّره فيها خمس مرّات.
معظم مقصود السّورة : الاعتصام بحفظ الحقّ ـ تعالى ـ وحياطته ، والحذر والاحتراز من وسواس الشيطان ، ومن تعدّى الجنّ والإنسان ، فى قوله : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
ومن المتشابه قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثمّ كرّر (النَّاسِ) خمس مرّات. قيل : كرّر تبجيلا لهم على ما سبق. وقيل : كرّر لانفصال كلّ آية من الأخرى بعدم حرف العطف. وقيل : المراد بالأوّل الأطفال ومعنى الرّبوبيّة يدلّ عليه ، وبالثّانى الشّبّان ولفظ الملك يدلّ عليه ؛ لأنّه منبئ عن السّياسة ـ وبالثالث الشيوخ ـ ولفظ (إله) المنبئ عن العبادة يدلّ عليه ؛ وبالرابع الصّالحون والأبرار ـ والشيطان مولع بإغوائهم ، وبالخامس المفسدون والأشرار. وعطفه على المعوّذ منهم يدلّ عليه.