٣٣ ـ بصيرة فى الام
وهى لغة : بإزاء الأب. وهى الوالدة القريبة الّتى ولدته ، والبعيدة التى ولدت من ولدته. ولهذا قيل لحوّاء : هى أمّنا ، وإن كان بيننا وبينها وسائط. ويقال لكلّ ما كان أصلا لوجود الشّيء ، أو تربيته ، أو إصلاحه أو مبدئه : أمّ. قال الخليل : كل شىء ضمّ إليه سائر ما يليه يسمّى أمّا. ويقال : أمّ وأمّة ، الجمع أمّات وأمّهات. وقيل : الأمّات للبهائم ، والأمّهات لبنى آدم. والهاء فيه زائدة. ولا يوجد هاء مزيدة فى وسط الكلمة أصلا إلّا فى هذه الكلمة ، قال :
رزئت بأمّ كنت أحيا بروحها |
|
وأستدفع البلوى واستكشف الغمم |
وما الأمّ إلا أمّة فى حياتها |
|
وأمّ إذا ماتت وما الأمّ بالأمم |
من الأمر ما للناس جرّعت فقدها |
|
ومن يبك أمّا لم تذم قط لا يذمّ |
وقد ورد فى النصّ على ثمانية أوجه :
الأوّل : بمعنى نفس (١) الأصل : (هُنَ (٢) أُمُّ الْكِتابِ) أى أصل الكتاب.
الثانى : بمعنى المرجع والمأوى : (فَأُمُّهُ (٣) هاوِيَةٌ) أى مسكنه النار.
الثالث : بمعنى الوالدة : (فَرَجَعْناكَ (٤) إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها).
الرّابع : بمعنى الظئر (وَأُمَّهاتُكُمُ (٥) اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ).
__________________
(١) ا ، ب : «بعث» والظاهر أنه تحريف عما أثبت.
(٢) الآية ٧ سورة آل عمران.
(٣) الآية ٩ سورة القارعة.
(٤) الآية ٤٠ سورة طه.
(٥) الآية ٢٣ سورة النساء. والظئر : المرضعة.