٣٤ ـ بصيرة فى الأب
وهو الوالد. ويسمّى كلّ من كان سببا فى إيجاد شىء أو إصلاحه وظهوره : أبا. ولذلك سمّى النبىّ صلىاللهعليهوسلم أبا للمؤمنين. ويروى أنّه قال صلىاللهعليهوسلم لعلى رضى الله عنه (أنا وأنت (١) أبوا هذه الأمّة).
وأصله أبو ، فلمّا كثر استعماله حذفوا الواو ، على قياس يد ودم وأخ. والجمع آباء ، وأبون. وأبوت وأبيت : صرت أبا ، وأبوته إباوة ـ بالكسر ـ : صرت له أبا. والاسم الإبواء. وتأبّاه : اتّخذه أبا. وقالوا فى النّداء : يا أبت ـ بكسر التّاء ، وضمّها (٢) ـ ويا أبه ـ بالهاء ـ ويا أباه. والأبا لغة فى الأب. وكذا الأبّ مشدّدة. ويقال : لاب لك ، ولا أب لك ، ولا أبا لك ، ولا أباك ، ولا أبك. كلّ ذلك دعاء فى المعنى لا محالة ، وفى اللّفظ خبر ، يقال لمن له أب ولمن لا أب له. قال الشاعر (٣) :
إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا فى المجد غايتاها |
وقال آخر :
خالل خليل أخيك وابغ إخاءه |
|
واعلم بأنّ أخا أخيك أخوكا |
__________________
(١) لم أقف على هذا الحديث ، وظاهر أنه من الموضوعات.
(٢) الذى فى القاموس : «وفتحها» وهو المذكور فى الألفية فى قوله :
وفى الندا أبت أمت عرض |
|
وافتح أو اكسر ومن اليا التا عوض |
والضم من إجازة الفراء وأبو جعفر النحاس ومنعه الزجاج ، وحكى الخليل الضم عن العرب. انظر شرح الأشمونى للبيت السابق فى الألفية.
(٣) هو أبو النجم وقيل رؤبة. انظر شواهد العينى فى مبحث المعرب والمبنى.