٣٦ ـ بصيرة فى ان وان وانا
وقد يرد (إن) فى كلامهم ، وفى القرآن على وجوه :
الأوّل : حرف شرط : إن تخرج أخرج.
الثانى المخفّفة من المثقّلة تأكيدا : إنّ كلّا ، وإن كلا ؛ وقد قرئ (١) بهما
الثالث : أمر من أنّ يئنّ ، إذا أمرت قلت : إنّ.
الرّابع : بمعنى : «إذ» كقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أى إذ كنتم.
الخامس : بمعنى قد : (إِنْ كُنَّا (٢) عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) أى قد كنّا ، (إِنْ نَفَعَتِ (٣) الذِّكْرى).
السّادس : إن المزيدة للتأكيد : ما إن رأيت زيدا : أى ما رأيت :
ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على السنّ خير لا يزال يزيد (٤) |
السّابع : بمعنى ما النافية للجنس : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ).
وإنّ حرف ينصب الاسم ، ويرفع الخبر. وقد ينصبهما : نحو :
إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن |
|
خطاك خفافا إن حرّاسنا أسدا (٥) |
ويؤكّد بها الخبر ؛ وما بعدها (٦) فى تأويل المصدر. وقد يخفّف. وقد يكون بمعنى نعم ويبطل عن العمل (إِنْ هذانِ (٧) لَساحِرانِ).
__________________
(١) فى قوله تعالى فى الآية ١١١ من سورة هود : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) وفى آيات أخر قرأ بالتخفيف نافع وابن كثير وبالتشديد غيرهما ، وانظر الاتحاف.
(٢) الآية ٢٩ سورة يونس ، وان فى الآية هى المخففة من الثقيلة ، وجعلها بمعنى قد لما يئول اليه المعنى.
(٣) الآية ٩ سورة الأعلى.
(٤) البيت للمعلوط بن بذل القريعى ، كما فى التاج (ان) ، وجاء فى كتاب سيبويه ٢ / ٣٠٦.
(٥) فى حواشى المغنى (ان) أنه لعمر بن أبى ربيعة.
(٦) هذا لا يكون فى ان المكسورة التى الكلام فيها ، وانما هو فى أن المفتوحة.
(٧) الآية ٦٣ سورة طه هذا ولم يتكلم المؤلف على (انا) وهى أن الحق بها الضمير (نا).