٤٣ ـ بصيرة فى الاحصاء
وقد ورد فى القرآن على أربعة أوجه :
الأوّل : بمعنى الحفظ والضبط : (لا يُغادِرُ (١) صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها) أى حفظها.
الثانى : بمعنى الكتابة : (وَكُلَّ شَيْءٍ (٢) أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).
الثالث : بمعنى الحصر والإحاطة : (وَأَحْصى (٣) كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً).
الرّابع : بمعنى الطّاقة والقدرة : (وَإِنْ تَعُدُّوا (٤) نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
واشتقاقه من الحصى. وذلك لأنّهم كانوا يعتمدونه (٥) بالعدد (٦) كاعتمادنا فيه على الأصابع.
وقوله صلىاللهعليهوسلم ـ فى الأسماء الحسنى : (من أحصاها دخل (٧) الجنّة) قيل : أى من عدّها ، وقرأها. وقيل : من حفظها وضبطها. وقيل : من عرفها ، وعرف معناها. وقيل : من تخلّق بها حسب الطّاقة
__________________
(١) الآية ٤٩ سورة الكهف.
(٢) الآية ١٢ سورة يس.
(٣) الآية ٢٨ سورة الجن.
(٤) الآية ٣٤ سورة ابراهيم.
(٥) ا ، ب : «يعدونه» وما أثبت عن الراغب.
(٦) كذا فى الراغب ، وعبارة التاج المنقولة عن الراغب : «فى العد» وهى أولى.
(٧) من حديث أخرجه الشيخان والترمذى كما فى تيسير الوصول ، فى ترجمة الدماء.