٤ ـ بصيرة فى البشارة
وهى الخبر السّارّ. ويقال لها : البشرى أيضا. وبشرته ، وأبشرته وبشّرته : أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه. وذلك أنّ النّفس إذا سرّت (١) انتشر الدّم فيها انتشار الماء فى الشجر.
وبين هذه الألفاظ فروق ؛ فإنّ بشرته عامّ ، وأبشرته نحو أحمدته ، وبشّرته على التكثير. وقرئ (يَبشُرُك) (٢) ، و (يُبشِرُك) ، و (يُبَشِّرُكَ). واستبشر (٣) إذا وجد ما يسرّه من الفرح (٤). والبشير المبشّر.
والبشارة وردت فى القرآن على اثنى عشر وجها ، لاثنى عشر (٥) قوما باثنتى عشرة كرامة (٦).
الأوّل : بشارة أرباب الإنابة بالهداية : (وَأَنابُوا إِلَى اللهِ (٧) لَهُمُ الْبُشْرى) إلى قوله : (هَداهُمُ اللهُ).
الثّانى : بشارة المخبتين والمخلصين بالحفظ والرّعاية : (وَبَشِّرِ (٨) الْمُخْبِتِينَ).
الثالث بشارة المستقيمين بثبات الولاية : (إِنَّ الَّذِينَ (٩) قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) إلى قوله : (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ).
__________________
(١) أ : «بشرت» وما أثبت عن ب والراغب.
(٢) الآيتان ٣٩ ، ٤٥ سورة آل عمران. وقد قرأ «يبشرك» من الثلاثى حمزة والكسائى وقرأ الباقون «يبشرك» من التبشير كما فى الاتحاف. وقرأ (يبشر) من الابشار ابن مسعود وهى قراءة شاذة وانظر البحر ٢ / ٤٤٧.
(٣) ا ، ب : «اذا استبشر» وما أثبت عن الراغب.
(٤) فى الراغب : «الفرج».
(٥) ا ، ب : «يوما» والمناسب ما أثبت.
(٦) أى فى المعظم ، اذ منها بشارة المنافقين.
(٧) الآية ١٧ سورة الزمر.
(٨) الآية ٣٤ سورة الحج.
(٩) الآية ٣٠ سورة فصلت.