وتأنيث البصير (١) لأنّ المراد بالإنسان هنا جوارحه. وقيل : الهاء للمبالغة ؛ كعلّامة ، وراوية. والضّرير يقال له : البصير (٢) ، على سبيل العكس. والصّواب أنه قيل له ذلك لماله من قوّة بصيرة القلب.
وقوله : (لا تُدْرِكُهُ (٣) الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) حمله كثير من المتكلّمين على الجارحة. وقيل (٤) : فى ذلك إشارة إلى ذلك ، وإلى الأذهان (٥) ، والأفهام. والباصرة : الجارحة الناظرة.
(وَجَعَلْنا آيَةَ (٦) النَّهارِ مُبْصِرَةً) قيل (٧) معناه : صار أهله بصراء ؛ نحو رجل مخبث ، ومضعف أى أهله خبثاء وضعفاء. (وَلَقَدْ آتَيْنا (٨) مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ) : آية جعلناها عبرة لهم. وقوله : (وَأَبْصِرْ (٩) فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) أى انتظر حتى ترى ويرون (١٠). وقوله : (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)(١١) أى طالبين للبصيرة. ويصحّ (أن يستعار (١٢)) الاستبصار للإبصار ؛ نحو استعارة الاستجابة للإجابة. وقوله : (تَبْصِرَةً (١٣) وَذِكْرى) أى تبصيرا (١٤) وتبيينا. يقال : بصّرته تبصيرا ، وتبصرة ؛ نحو ذكّرته تذكيرا وتذكرة.
__________________
(١) ا ، ب : «البصر» وما أثبت عن التاج فيما نقله عن هذا الكتاب ، والكلام فى (بصيرة) فى الآية الكريمة
(٢) ب : «بصير».
(٣) الآية ١٠٣ سورة الأنعام.
(٤) سقط هذا الحرف فى الراغب. وهو أولى.
(٥) فى الراغب : «الأوهام».
(٦) الآية ١٢ سورة الاسراء.
(٧) ا ، ب : «وقيل» والمناسب ما أثبت.
(٨) الآية ٤٣ سورة القصص.
(٩) الآية ١٧٩ سورة الصافات.
(١٠) كذا ، والواجب : يروا.
(١١) الآية ٣٨ سورة العنكبوت.
(١٢) كذا فى ب. وفى ا : «استعارة».
(١٣) الآية ٨ سورة ق.
(١٤) ا : «أى».