٢٦ ـ بصيرة فى البرهان
وهو فعلان ، بزنة الرجحان. ومعناه : بيان الحجّة. وقيل : هو مصدر بره يبره كسمع يسمع إذا ثاب جسمه بعد علّة ، وابيضّ جسمه. ومنه البرهرهة : للمرأة البيضاء الشّابّة ، أو التى ترعد رطوبة ، ونعومة. والبرهة بالضمّ ، والفتح : الزّمان الطّويل ، أو مطلق الزّمان ، أو مدّة منه. فالبرهان أوكد الأدلّة. وهو الّذى يقتضى الصّدق أبدا لا محالة.
وذلك أنّ الأدلّة خمسة أضرب : (دلالة (١) تقتضى الصّدق أبدا ، ودلالة تقتضى الكذب أبدا) ، ودلالة إلى الصّدق أقرب ، ودلالة إلى الكذب أقرب ، ودلالة اليهما سواء.
وجاء البرهان فى القرآن على ثلاثة أوجه :
الأوّل : بمعنى المعجزة ، والولاية : (فَذانِكَ بُرْهانانِ (٢) مِنْ رَبِّكَ).
الثانى : بمعنى الدّليل ، والحجّة : (قُلْ هاتُوا (٣) بُرْهانَكُمْ) (وَمَنْ يَدْعُ (٤) مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ).
الثّالث : بمعنى القرآن ، والنبوّة : (يا أَيُّهَا النَّاسُ (٥) قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ) أى كتاب ورسول. أنشدنى بعض الفضلاء :
من استشار صروف الدّهر قام له |
|
على حقيقة طبع الدّهر برهان |
من استنام إلى الأشرار نام وفى |
|
قميصه منهم صلّ وثعبان |
__________________
(١) سقط ما بين القوسين فى ا
(٢) الآية ٣٢ سورة القصص
(٣) الآية ١١١ سورة البقرة وغيرها
(٤) الآية ١١٧ سورة المؤمنين
(٥) الآية ١٧٤ سورة النساء