٣٢ ـ بصيرة فى البسل
هو الضمّ والمنع. والبسل : الحرام ؛ لأنّه ممنوع عنه. والبسل : الحلال ؛ لأنّه يضمّ ويجمع. فهو من الأضداد. وتبسّل الرّجل : عبس غضبا ، أو شجاعة. وبه سمّى الأسد باسلا ، ومبسّلا (١). والباسل : الشّجاع ؛ لعبوسه ، أو لكونه محرّما على أقرانه أن ينالوه ، أو لمنعه ما تحت يده عن أعدائه. وقد بسل ـ ككرم ـ بسالة ، وبسالا.
وقوله تعالى : (وَذَكِّرْ بِهِ (٢) أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ) أى تمنع الثّواب وتحرمه.
والفرق بين الحرام والبسل أنّ الحرام عامّ فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر ، والبسل هو الممنوع منه بالقهر. وقوله تعالى (أُولئِكَ الَّذِينَ (٣) أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) أى منعوا الثواب ، وحرموا. وفسّر بالإرهان (٤) ، كقوله ـ تعالى ـ : (كُلُّ نَفْسٍ (٥) بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
وأبسلت المكان : جعلته بسلا على من يريده. وأبسله لكذا : رهنه. وأبسل عرضه : فضحه. وأبسله لعمله : وكله إليه ، وفلانا : جعله بسلا ، شجاعا ، قويّا على مدافعة الشيطان ، أو الحيّات ، أو الهوامّ. والبسلة : أجرة الرّاقى. وبسلت الحنظل بسلا طيّبته ، كأنه أزال بسالته أى شدّته ، أو ما فيه من المرارة الجارية مجرى المحرّم.
__________________
(١) ب : «مبتسلا»
(٢) الآية ٧٠ سورة الأنعام
(٣) الآية ٧٠ سورة الأنعام
(٤) فى الراغب وفى هامش ب : «بالارتهان» والارهان لغة فى الرهن ، وهو الحبس فى دين ونحوه والارتهان أخذ المرهون.
(٥) الآية ٣٨ سورة المدثر