٤٣ ـ بصيرة فى البقاء
وهو ثبات الشىء على الحالة الأولى. (وهو (١) يضادّ الفناء) وبقى يبقى كرضى يرضى ، وبقى يبقى كسعى يسعى : ضدّ فنى. وأبقاه وتبقّاه واستبقاه والاسم البقوى بالفتح وبالضّمّ والبقيا بالضمّ وقد توضع الباقية موضع المصدر ، و (بَقِيَّتُ (٢) اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) أى طاعة الله ، أو انتظار ثوابه ، أو الحالة الباقية لكم من الخير ، أو ما أبقى لكم من الحلال. و (أُولُوا (٣) بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ) أى إبقاء ، أو فهم. و (الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) كل عمل صالح ، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، أو الصّلوات الخمس. وفى الحديث : «بقينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم» : أى انتظرناه وترصّدنا له مدّة كثيرة. والباقى ضربان : باق بنفسه لا إلى مدّة. وهو البارئ تعالى. ولا يصحّ عليه الفناء. وباق بغيره. وهو ما عداه ، ويصحّ عليه الفناء. والباقى بالله ضربان : باق بشخصه ، إلى أن يشاء الله أن يفنيه ؛ كبقاء الأجرام السماويّة.
وباق بنوعه وجنسه ، دون شخصه وجزئه ؛ كالإنسان ، والحيوانات. وكذا فى الآخرة باق بشخصه ؛ كأهل الجنة ؛ فإنّهم يبقون على التأبيد ؛ لا إلى مدّة. وباق بنوعه ، وجنسه ؛ كما روى عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم إنّ ثمار أهل الجنّة يقطفها (٤) أهلها ، ويأكلونها ، ثمّ يخلف مكانها مثلها. ولكون ما فى الآخرة دائما قال الله ـ عزوجل ـ : (وَما عِنْدَ اللهِ (٥) خَيْرٌ وَأَبْقى)
__________________
(١) سقط ما بين القوسين فى ب
(٢) الآية ٨٦ سورة هود
(٣) الآية ١١٦ سورة هود
(٤) ا ، ب : «يقطعها» وما أثبت عن الراغب
(٥) الآية ٦٠ سورة القصص. وليعلم أن معظم هذه البصيرة سبق فى بصيرة «البقية» ص ٢٢٠