٥١ ـ بصيرة فى البنيان
وقد ورد فى القرآن على أربعة أوجه :
الأوّل : بمعنى الصّرح ، والقصر العالى : (فَأَتَى (١) اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) بنيانهم : أى صرحهم.
الثّانى : بمعنى المسجد : (فَقالُوا (٢) ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) (مَسْجِداً)(٣) (أَفَمَنْ (٤) أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ) ، (لا يَزالُ (٥) بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا) أى مسجدهم.
الثالث : بمعنى بيت النار : (قالُوا (٦) ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ).
الرّابع : بمعنى تشبيه صفّ الغازين بالجدران المرصوصة : (إِنَّ اللهَ (٧) يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ).
والبنيان واحد لا جمع له. وقال بعضهم : جمع واحدته بنيانة ، على حدّ نخلة ونخل. وهذا (٨) النّحو من الجمع يصحّ تذكيره وتأنيثه.
وابن أصله بنى (٩) لقولهم فى الجمع : أبناء ، وفى التّصغير بنىّ. وسمّى
__________________
(١) الآية ٢٦ سورة النحل. والمراد بالصرح الذى فسر به البنيان صرح نمرود الذى بناه ليترصد أمر السماء. وقد قيل فى الآية بغير هذا التخصيص. راجع البيضاوى
(٢) الآية ٢١ سورة الكهف. وتفسير البنيان بالمسجد غير ظاهر ، فان اقتراح بناء المسجد جاء بعد من الذين غلبوا وكان لهم النفوذ. وفى تفسير الجلالين أن المراد بالبناء ما يسترهم لا المسجد ، وكان هذا رأى الكفار ، أما المؤمنون وكان لهم الغلبة لأن الملأ كان منهم فرأوا بناء المسجد.
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٤) الآية ١٠٩ سورة التوبة
(٥) الآية ١١٠ سورة التوبة
(٦) الآية ٩٧ سورة الصافات
(٧) الآية ٤ سورة الصف
(٨) ا ، ب : «وعلى هذا» وكتب فى ب وضرب عليه.
(٩) كذا ، وأكثر اللغويين على أن أصله بنو كأب وأخ ، وانظر التاج.