٥٦ ـ بصيرة فى البواء
وأصله : مساواة الأجزاء فى المكان ، خلاف النبوّ الّذى هو منافاة الأجزاء. ويقال : مكان بواء : إذا لم يكن نابيا بنازله. وبوّأت له مكانا : سوّيته. وتبوّأ المكان : حلّه ، وأقام به. قال ـ تعالى ـ : (تَبَوَّؤُا (١) الدَّارَ وَالْإِيمانَ) وفى الحديث : (من كذب (٢) على متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار) ويستعمل البواء فى مراعاة التكافؤ فى المصاهرة ، والقصاص ، فيقال : فلان بواء بفلان : إذا ساواه.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَباؤُ بِغَضَبٍ (٣) مِنَ اللهِ) أى حلّوا متبوّأ ، ومعهم غضب الله ، أى عقوبته. وقوله : (بِغَضَبٍ) فى موضع الحال ، نحو خرج بسيفه ، لا مفعول ، نحو مرّ بزيد. واستعمال (باء) تنبيه أنّ مكانه الموافق يلزمه فيه غضب الله ، فكيف غيره من الأمكنة. وذلك على حدّ ما ذكره (٤) فى (فَبَشِّرْهُ (٥) بِعَذابٍ أَلِيمٍ). وقوله : (إِنِّي أُرِيدُ (٦) أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) أى تقيم بهذه الحالة.
__________________
(١) الآية ٩ سورة الحشر.
(٢) الحديث رواه الشيخان وغيرهما ، كما فى الجامع الصغير.
(٣) الآية ١١٢ سورة آل عمران.
(٤) فى الراغب : «ذكر» وهى أولى.
(٥) الآية ٧ سورة لقمان.
(٦) الآية ٢٩ سورة المائدة.