منه وأرفع ، لكان مصيبا. ولهذا القرآن مملوء (١) به أمرا وإخبارا عن خاصّة الله وأوليائه وصفوة عباده ؛ فإنّه حالهم ، وأمر به رسوله فى أربعة مواضع كما تقدّم فى بصيرة التوكّل. وسماه المتوكّل فى التوراة ، ثبت ذلك فى صحيح (٢) البخارى ، وأخبر عن رسله بأنّ حالهم التوكّل ، وأخبر النبىّ صلىاللهعليهوسلم عن السبعين ألفا (٣) الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنّهم أهل مقام التّوكّل. ولم يجئ التفويض فى القرآن إلّا فيما حكاه تعالى عن مؤمن آل فرعون من قوله (وَأُفَوِّضُ (٤) أَمْرِي إِلَى اللهِ) وسيعود تمام الكلام عليه فى مقصد التّصوّف إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) فى ا : «مهؤ» وفى ب : «مهوء».
(٢) أورده عن البخارى صاحب تيسير الوصول فى آخر الكتاب ، وهو مروى عن عبد الله ابن عمرو بن العاص.
(٣) ورد هذا فى حديث طويل فى الصحيحين ، أورد فى رياض الصالحين فى «اليقين والتوكل» ونص الحديث : «سبعون ألفا من أمتى يدخلون الجنة بغير حساب. هم الذين لا يكتوون ولا يكوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» رواه البزار عن أنس كما فى الجامع الصغير
(٤) الآية ٤٤ سورة غافر.