٢٤ ـ بصيرة فى الجراد
وهو معروف. ويجوز أن يجعل أصلا يشتقّ من فعله (١) جرد الأرض. ويصحّ أن يقال : سمّى بذلك لجرده الأرض من النبات. يقال : أرض مجرودة أى أكل ما عليها حتّى تجرّدت ، وفرس أجرد : منحسر الشعر ، وثوب جرد أى خلق وذلك (٢) لذهاب زهرته وقوّته. وروى (جرّدوا (٣) القرآن) أى لا تلبسوه شيئا آخر ينافيه. وجرد الإنسان ـ كفرح ـ شرى (٤) جلده من أكل الجراد. قال تعالى (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ (٥) الطُّوفانَ وَالْجَرادَ) وفى بعض الآثار ما معناه : إنّ لله ثلاثمائة ألف جند أحدها الجراد ، فإذا أراد فناء العالم بدأ بالجراد فأهلكه فإذا هلك الجراد هلك الجميع بعده. وكان عمر ـ رضى الله عنه ـ إذا قلّ الجراد يحزن خوفا منه على قرب زوال الدّنيا.
٢٥ ـ بصيرة فى الجرز
قال تعالى : (صَعِيداً (٦) جُرُزاً) أى منقطع النبات من أصله. وأرض مجروزة : أكل ما عليها. والجروز : الّذى يأكل ما على الخوان. والجارز : الشديد من السّعال ، تصوّر منه معنى الجرز وهو قطع الشّىء بالسّيف. وسيف جراز ـ كغراب ـ قطّاع.
__________________
(١) أى من تأثيره فى الزرع وعمله.
(٢) فى الأصلين : «كذلك».
(٣) ورد هذا فى الراغب ولم أقف عليه. وقد ورد فى النهاية من حديث ابن مسعود.
(٤) أى أصابه الشرى ، وهو ضرب من البثور.
(٥) الآية ١٣٣ سورة الأعراف.
(٦) الآية ٨ سورة الكهف.