١ ـ بصيرة فى الالف
هى كلمة على وزن (فعل) ، مشتقة من الألفة : ضدّ الوحشة. وقد ألفه يألفه ـ كعلمه يعلمه ـ إلفا بالكسر. (وإلافا ككتاب) (١). وهو إلف ج آلاف. وهى إلفة ج إلفات (٢) وأوالف.
والإيلاف فى سورة قريش : شبه الإجازة بالخفارة. وتأويله أنّهم كانوا سكّان الحرم ، آمنين فى امتيارهم ، شتاء وصيفا ، والنّاس يتخطّفون من حولهم. فإذا عرض لهم عارض قالوا : نحن أهل حرم الله ، فلا يتعرّض لهم. وقيل : اللّام (٣) لام التعجّب ، أى اعجبوا لإيلاف قريش.
وألّف بينهما تأليفا : أوقع الألفة. والمؤلّفة قلوبهم أحد وثلاثون من سادات العرب ، أمر النبىّ صلىاللهعليهوسلم بتألّفهم وإعطائهم ؛ ليرغّبوا من وراءهم فى الإسلام. وتألّف فلان فلانا أى قاربه ، ووصله ، حتى يستميله إليه. والإلف والأليف بمعنى. وفى الحديث (المؤمن (٤) ألوف مألوف) وفيه (للمنافقين (٥) علامات يعرفون بها : لا يشهدون (٦) المساجد
__________________
(١) كذا فى ا. وفى ب : «والفتح» أى أن المصدر الالف بكسر الهمزة وفتحها ، وهكذا جاء فى القاموس.
(٢) هذا جمع آلفة فكان عليه أن يذكر هذا الوصف
(٣) أى فى الآية الكريمة : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) وقيل اللام متعلقة بقوله «فَلْيَعْبُدُوا»
(٤) الذى جاء فى الجامع الصغير «المؤمن يألف ويؤلف» وورد الحديث ببعض اختلاف فى كنز العمال ١ / ٣٤
(٥) ورد الحديث ببعض اختلاف فى كنز العمال ١ / ٤٣ ، وورد فى النهاية بعض ألفاظ الحديث ونسبه الى أبى الدرداء والظاهر أنه لا ينتهى عنده
(٦) فى النهاية : «لا يسمعون القرآن الا هجرا». وقال فيها : «يريد الترك له والاعراض عنه». والاستثناء فى رواية المساجد منقطع أى لا يشهدون المساجد ، ولكن يهجرونها وجاءت الرواية فى اللسان (دبر): «لا يقربون المساجد الا هجرا»