العاشر : الحاء اللغوىّ قال [الخليل](١) الحاء عندهم المرأة البذيئة (٢) اللّسان السّليطة قال :
جدودى بنو العنقاء وابن محرّق (٣) |
|
وأنت ابن حاء بظرها مثل منخل |
٢ ـ بصيرة فى الحب والمحبة
ولا يحدّ المحبّة بحدّ أوضح منها ، والحدود لا تزيدها إلّا خفاء وجفاء فحدّها وجودها. ولا توصف المحبّة بوصف أظهر من المحبّة ، وإنّما يتكلّم النّاس فى أسبابها وموجباتها (٤) وعلاماتها وشواهدها وثمراتها وأحكامها ، فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستّة.
وهذه المادّة تدور فى اللّغة على خمسة أشياء : أحدها الصّفاء والبياض ومنه قيل حبب الأسنان لبياضها ونضارتها. الثانى : العلوّ والظّهور ومنه حبب الماء وحبابه وهو ما يعلوه من النفاخات عند المطر ، وحبب الكأس منه. الثالث : اللّزوم والثبات ومنه حبّ البعير وأحبّ إذا برك فلم يقم. الرّابع : اللّباب والخلوص. ومنه حبّة القلب للبّه وداخله. ومنه الحبّة لواحدة الحبوب إذ هى أصل الشىء ومادّته وقوامه. الخامس : الحفظ والإمساك
__________________
(١) زيادة عن القاموس.
(٢) فى الأصلين : «الندية» وما أثبت عن التاج.
(٣) العنقاء ثعلبة بن عمرو ، وعمرو هو مزيقيا ، لقب بالعنقاء لطول عنقه ومحرق هو الحارث بن عمرو مزيقيا. وقوله : «ابن محرق» قد يكون «ابنا». وهؤلاء جدود الأنصار. والبيت ينظر الى قول حسان رضى الله عنه.
ولدنا بنى العنقاء وابنى محرّق |
|
فاكرم بنا خالا واكرم بنا ابنما |
وقوله : «منخل» فى التاج «منجل»
(٤) فى الأصلين : «هو حياتها» ويظهر أنه محرف عما أثبت.