٦ ـ بصيرة فى الحبل
وقد ورد فى القرآن على ستّة معان. الأوّل بمعنى : العهد (إِلَّا بِحَبْلٍ (١) مِنَ اللهِ) أى بعهد منه. الثانى بمعنى : الأمانة (وَحَبْلٍ (٢) مِنَ النَّاسِ) أى أمان منهم. الثالث بمعنى : الإسلام والإيمان وبه فسّر ابن عبّاس قوله تعالى (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ). الرّابع بمعنى : الرّسين (فِي جِيدِها حَبْلٌ (٣) مِنْ مَسَدٍ). الخامس بمعنى : القرآن المجيد (وَاعْتَصِمُوا (٤) بِحَبْلِ اللهِ). السادس بمعنى : عرق فى البدن (أَقْرَبُ (٥) إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) شبّه بالحبل المعروف من من حيث الهيئة. وكذلك الحبل المستطيل من الرّمل ثمّ استعير للوصل ولكلّ ما يتوصّل به إلى شىء ..
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) قال المحقّقون : حبله هو الّذى يمكن معه التّوصّل به إليه : من القرآن والنبى والعقل والإسلام وغير ذلك ، ممّا إذا اعتصمت به أدّاك إلى جواره.
وقوله تعالى (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ (٦) الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) فيه تنبيه على أنّ الكافر يحتاج إلى عهدين : عهد من الله وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله ، وإلّا لم يقرّ على دينه ولم يجعل على ذمّة ، وإلى عهد من النّاس يبذلونه.
__________________
(١) الآية ١١٢ سورة آل عمران.
(٢) الآية ١١٢ سورة آل عمران.
(٣) الآية ٥ سورة المسد.
(٤) الآية ١٠٣ سورة آل عمران.
(٥) الآية ١٦ سورة ق.
(٦) الآية ١١٢ سورة آل عمران.