حدّ الطّلاق لبيان الرّجعة (وَتِلْكَ (١) حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). الرّابع : حدّ العدّة (٢) لمنع الضرار وبيان المدّة. الخامس : حدّ الميراث لبيان القسمة (وَمَنْ (٣) يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) السادس : حدّ الظّهار لبيان الكفارة (فَمَنْ (٤) لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) إلى قوله (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ). السّابع : حدّ الطّلاق لبيان مدّة العدّة (لا تُخْرِجُوهُنَ (٥) مِنْ بُيُوتِهِنَّ) إلى قوله (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ).
وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ (٦) يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) أى يمانعون. وذلك إمّا اعتبارا بالممانعة ، وإمّا باستعمال الحديد.
والحديد معروف ، قال تعالى (وَأَنْزَلْنَا (٧) الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) وحددت السّكين : رقّقت حدّه ، وأحددته : جعلت له حدّا. ثمّ يقال لكلّ ما دقّ فى نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة : حديد. فيقال : هو حديد النّظر وحديد الفهم. قال تعالى (فَبَصَرُكَ (٨) الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ويقال : لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك إذا كان يؤثّر تأثير الحديد ، قال تعالى (سَلَقُوكُمْ (٩) بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) ولتصوّر المنع سمّى البوّاب حدّادا. وفى الحديث : «من أشار (١٠) إلى أخيه بحديدة فإنّ الملائكة تلعنه» وفى المثل : الحديد بالحديد يفلح.
__________________
(١) الآية ٢٣٠ سورة البقرة.
(٢) ذكر لهذا القسم الآية ٢٣١ من سورة البقرة ، وأوردها هكذا : «ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ، ومن يتعد حدود الله» ، والتلاوة : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) ، وليس فيها لفظ الحدود.
(٣) الآية ١٤ سورة النساء.
(٤) الآية ٤ سورة المجادلة.
(٥) الآية ١ سورة الطلاق.
(٦) الآيتان ٥ ، ٢٠ سورة المجادلة.
(٧) الآية ٢٥ سورة الحديد.
(٨) الآية ٢٢ سورة ق.
(٩) الآية ١٩ سورة الاحزاب.
(١٠) ورد فى الجامع الصغير عن مسلم والترمذى.