١٥ ـ بصيرة فى الحذر
وهو احتراز عن مخيف. ويقال حذر وحذر ، قال الفرّاء : أكثر الكلام الحذر بالكسر وهو التحرّز. ورجل حذر وحذر أى متيقّظ متحرّز ، وقد حذر يحذر حذرا وحذّرته. قال تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ (١) اللهُ نَفْسَهُ) وقوله تعالى : (خُذُوا (٢) حِذْرَكُمْ) أى ما فيه الحذر من السلاح وغيره. حذار أى احذر.
وقد ورد الحذر فى القرآن على ثلاثة أوجه : الأوّل بمعنى : الخوف والخطر (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) أى يخوّفكم. الثّانى بمعنى : الإباء والامتناع (وَإِنْ لَمْ (٣) تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) أى امتنعوا. الثالث بمعنى : كتمان السرّ (إِنَّ اللهَ (٤) مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ) أى مظهر ما تكتمون.
ثمّ يختلف الحذر تارة من فتنة الأولاد (عَدُوًّا (٥) لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) وتارة حذر النبى صلىاللهعليهوسلم من مكر المنافقين (هُمُ الْعَدُوُّ (٦) فَاحْذَرْهُمْ) وتارة حذره صلىاللهعليهوسلم من فتنة اليهود (وَاحْذَرْهُمْ (٧) أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) وتارة حذر المنافقين من فضيحتهم بنزول القرآن (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ (٨) أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ) وحذر فرعون وهامان من عسكر موسى بن عمران (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ (٩) حاذِرُونَ) وحذر المسلم ممّن يخالف (١٠) الرّحمن (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ (١١) يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ).
__________________
(١) الآية ٢٨ سورة آل عمران.
(٢) الآية ٧١ سورة النساء.
(٣) الآية ٤١ سورة المائدة.
(٤) الآية ٦٤ سورة التوبة.
(٥) الآية ١٤ سورة التغابن.
(٦) الآية ٤ سورة المنافقين.
(٧) الآية ٤٩ سورة المائدة.
(٨) الآية ٦٤ سورة التوبة.
(٩) الآية ٥٦ سورة الشعراء.
(١٠) فى الأصلين : «يخالفه».
(١١) الآية ٦٣ سورة النور.