٣١ ـ بصيرة فى الحسن
وهو عبارة عن كلّ مبهج مرغوب فيه. وذلك ثلاثة أضرب : مستحسن من جهة العقل ، ومستحسن من جهة الهوى ، ومستحسن من جهة الحسّ. والحسنة يعبّر بها عن كلّ ما يسرّ من نعمة تنال الإنسان فى نفسه وبدنه وأحواله ، والسيئة تضادّها ، وهما من الألفاظ المشتركة كالحيوان الواقع على أنواع مختلفة.
وقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ)(١) أى خصب وسعة وظفر ، (وَإِنْ تُصِبْهُمْ (٢) سَيِّئَةٌ) أى جدب وضيق وخيبة وقوله : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ)(٣) أى ثواب (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ)(٤) أى عذاب.
والفرق بين الحسنة والحسن والحسنى أنّ الحسن يقال فى الأعيان والأحداث ، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا. فإذا كانت اسما فمتعارف فى الأحداث ، والحسنى لا يقال (٥) إلا فى الأحداث دون الأعيان ، والحسن أكثر ما يقال فى تعارف العامّة فى المستحسن بالبصر ، يقال رجل حسن وحسان وحسّان وامرأة حسناء أو حسانة وحسّانة. وأكثر ما جاء فى القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة ، وقوله تعالى : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(٦) أى الأبعد عن الشّبهة. وقوله تعالى :
__________________
(١) الآية ٧٨ سورة النساء.
(٢) الآية ٧٨ سورة النساء.
(٣) الآية ٧٩ سورة النساء.
(٤) الآية ٧٩ سورة النساء.
(٥) ب : «يقابل».
(٦) الآية ١٨ سورة الزمر.