٣٤ ـ بصيرة فى الحصن
وهو واحد الحصون. وقوله تعالى : (لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ)(١) أى مجعولة بالإحكام كالحصون. وحصّن القرية : بنى حولها ، وتحصّن : اتّخذ الحصن مسكنا. ثمّ يتجوّز به فى كل تحرز. ومنه درع حصينة لكونها حصنا للبدن ، وفرس حصان لكونه حصنا لراكبه ، وإلى هذا أشار الشاعر (٢) :
* أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى*
وقوله تعالى : (إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ)(٣) أى تحرزون فى المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن. وامرأة حصان وحاصن : عفيفة. وقد حصنت بالضمّ حصنا فهى حصناء بيّنة الحصانة ، وأحصنت. وقوله تعالى : (فَإِذا أُحْصِنَّ)(٤) أى تزوّجن و (أُحْصِنَّ) أى زوّجن. والحصان فى الجملة المحصنة إمّا بعفّتها أو بزوجها أو بمانع آخر. ويقال : امرأة محصن إذا تصوّر حصنها من نفسها ، ومحصن إذا تصوّر حصنها من غيرها.
وقوله تعالى : (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ)(٥) إلى قوله :
__________________
(١) الآية ١٤ سورة الحشر.
(٢) أى الاسعر الجعفى. وقبله * ولقد علمت على تجشمى الردى* وانظر الاصمعيات ٣
(٣) الآية ٤٨ سورة يوسف.
(٤) الآية ٢٥ سورة النساء. والقراءة بالبناء للفاعل قراءة أبى بكر وحمزة والكسائى وخلف ، وقرأ الباقون بضم الهمزة بالبناء للمفعول ، كما فى الاتحاف /.
(٥) الآية ٢٥ سورة النساء.