٣٨ ـ بصيرة فى الحلف
حفّه بالشّىء (١) يحفّه : أحاط (٢) كما يحفّ الهودج بالثوب (٣). وقوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)(٤) أى محدقين بأحفّته أى جوانبه. وحفافا الشىء جانباه. قال (٥) :
كأن جناحى مضرحىّ تكنّفا |
|
حفافيه شكّا فى العسيب بمسرد |
وقوله تعالى : (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ)(٦) أى جعلنا النخل مطيفة بأحفّتهما أى جوانبهما. وفى الحديث أنّه ـ صلىاللهعليهوسلم لم (٧) يشبع من طعام إلا على حفف أو شظف أو ضفف (٨). والرّوايات الثلاثة فى معنى ضيق العيش وقلّته وغلظه. ومن أمثالهم : «من حفّنا أو رفّتا فليقتصد» أى من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطّف علينا بالمدح ونحوه فلا يغلونّ فى ذلك ، ولكن ليتكلّم بالحقّ منه. والحفوف : اليبس. وحفتهم الحاجة إذا كانوا محاويج ؛ وهم قوم محفوفون. وحفيف الشجر والأفعى والطّائر والسّهم النّافذ : صوته.
__________________
(١) كذا فى ب. وفى ا : «الشىء».
(٢) ب : «أحاطه».
(٣) فى الأصلين : «بالقوت» والظاهر ما أثبتت. وفى اللسان : «كما يحف الهودج بالثياب».
(٤) الآية ٧٥ سورة الزمر.
(٥) أى طرفة فى معلقته. وهو فى وصف ذنب ناقته بالسبوخ. والمضرحى : الصقر. والعسيب عظم الذنب. والمسرد : المخرز ، يقول : ان الذنب كانه ركب فيه جناحا صقر من يمين وشمال ، وهى تذب بهما.
(٦) الآية ٣٢ سورة الكهف.
(٧) فى الاصلين : «انه لم يشبع».
(٨) فى ا : «طف» وفى ب : «وطف» والظاهر أن كليهما تحريف عما أثبت.