٣٩ ـ بصيرة فى الحفر
حفر الأرض : قلعها سفلا. وحفر الدّابة : هزلها. يقال الحمل يحفر الجمل ولا يحفر النّاقة ، فإنّها تسمن عليه. وحفر : جامع ، وحفر ثرى فلان إذا فتّش عن أمره ووقف عليه.
وقوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ)(١) أى مكان محفور. ويقال لها حفيرة أيضا. والحفر ـ محرّكة ـ التّراب الّذى يخرج من الحفرة ، وهو مثل الهدم والنّقض. والحفر أيضا : المكان الّذى حفر. قال الأخطل :
حتّى إذا هنّ ورّكن القصيم وقد |
|
أشرفن أو قلن هذا الخندق الحفر (٢) |
وسمّى حافر الفرس تشبيها لحفره (٣) فى عدوه. وقوله تعالى : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ)(٤) أى إلى أمرنا الأوّل وهو الحياة. وقال مجاهد : أى خلقا جديدا. وقال ابن الأعرابى : أى إلى الدّنيا كما كنّا. يقال : عاد إلى حافرته أى رجع إلى حالته الأولى ، وإذا رجع من الطّريق الّذى جاء منه أيضا. وأنشد :
أحافرة على صلع وشيب |
|
معاذ الله من سفه وعار |
أى : أأرجع إلى أمرى الأوّل بعد أن شبت؟! يعنى الغزل والصبوة إلى النساء.
__________________
(١) الآية ١٠٣ سورة آل عمران.
(٢) بعده :
وقعن أصلا وعجبنا من نجائبنا |
|
وقد تحين من ذى حاجة سفر |
وانظر الديوان ١٠٠ وما بعدها.
(٣) فى الاصلين : «بالحفرة» وما أثبت من الراغب.
(٤) الآية ١٠ سورة النازعات.