٤٢ ـ بصيرة فى الحق
أصل الحقّ المطابقة والموافقة ، كمطابقة رجل الباب فى حقّه (١) لدورانه على الاستقامة.
والحقّ يقال على أربعة أوجه :
الأوّل : يقال لموجد الشىء بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك قيل فى الله تعالى : هو الحقّ.
الثّانى : يقال للموجد (٢) بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك يقال : فعل الله تعالى كلّه حقّ ؛ نحو قولنا : الموت حقّ ، والبعث حقّ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)(٣) إلى قوله (ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ)
الثالث : الاعتقاد فى الشىء المطابق لما عليه ذلك الشىء فى نفسه ؛ كقولنا : اعتقاد فلان فى البعث والثواب والعقاب والجنة والنّار حقّ.
الرّابع : للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب ، وبقدر ما يجب ، وفى الوقت (٤) الذى يجب ، كقولنا : فعلك حق ، وقولك حق. وقوله تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ)(٥) يصح أن يكون المراد به الله تعالى ، ويصحّ أن (يراد) (٦) به الحكم الّذى هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال : أحققت كذا
__________________
(١) المراد به النقرة التى يدور فيها رجل الباب المعروفة بعقب الباب.
(٢) فى التاج : «للموجود».
(٣) الآية ٥ سورة يونس.
(٤) كذا فى ب. وفى ا : «الواقع».
(٥) الآية ٧١ سورة المؤمنين.
(٦) كذا فى أ. وفى ب : «يكون المراد».