٤٨ ـ بصيرة فى الحمل
مادّة (ح م ل) لمعنى واحد. واعتبر فى أشياء كثيرة فسوّى بين لفظه فى فعل ، وفرق بين كثير منها فى مصادرها (١). فقيل فى الأثقال المحمولة [فى الظاهر كالشىء المحمول على الظهر : حمل ، وفى الأثقال المحمولة](٢) فى الباطن : حمل كالولد فى البطن والماء فى السّحاب والثّمرة فى الشجرة تشبيها بحمل المرأة ، يقال حملت الثقل والرّسالة والوزر حملا.
وقوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها)(٣) أى كلّفوا أن يتحمّلوها أى يقوموا بحقّها فلم يحملوها. ويقال حمّلته كذا فتحمّله ، وحملته على كذا فتحمّله واحتمله ، وحمله. وحملت المرأة : حبلت ، وكذا حملت الشجرة. ويقال : حمل وأحمال. قال تعالى : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ)(٤) وقوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(٥) والأصل فى ذلك الحمل على الظّهر فاستعير للحبل ، بدلالة قولهم وسقت النّاقة إذا حملت ، وأصل الوسق الحمل المحمول على الظّهر : ظهر البعير. وقيل الحمولة (٦) لما يحمل عليه كالقتوبة والرّكوبة ، والحمولة (٧) لما يحمل ، والحمل للمحمول
__________________
(١) هذه عبارة الراغب. والفرق الذى ذكره ليس فى المصادر ، بل فى المحمول. فأما المصدر فهو فى جميعها فعل بفتح الفاء وسكون العين.
(٢) زيادة من الراغب.
(٣) الآية ٥ سورة الجمعة.
(٤) الآية ٤ سورة الطلاق.
(٥) الآية ١٥ سورة الاحقاف.
(٦) ب : «المحولة».
(٧) ظاهر القاموس أنه يفتح الحاء ، وفى الشرح بعد ذكر هذا الظاهر : «وضبطه الصاغانى والجوهرى بالضم : ومثله فى المحكم».