٥١ ـ بصيرة فى الحين
وهو وقت مبهم يصلح لجميع الأزمان طالت أو قصرت يكون سنة وأكثر. وقيل الحين الدّهر. وقيل : يختصّ بأربعين سنة ، وقيل سبع (١) سنين وقيل سنتين وقيل ستة أشهر وقيل شهرين وقيل فى كلّ غدوة وعشيّة حين. وقيل الحين : المدّة ومنه قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ)(٢) أى حين ينقضى المدّة الّتى أمهلوها (٣) والجمع أحيان وجمع الجمع أحايين.
(وَلاتَ حِينَ)(٤) أى ليس حين. وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإذ فقالوا : حينئذ. وقوله تعالى : (وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ)(٥) أى إلى أجل. وقوله (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ)(٦) أى كلّ سنة. وقوله تعالى : (حِينَ تُمْسُونَ)(٧) أى ساعة تمسون. وقوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(٨) المراد به الزّمان المطلق. وكذلك قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(٩) وإنما فسّروا ذلك بما ذكرناه بحسب ما وجدوه قد علّق به. وحان حينه : قرب أوانه. والحين يعبّر به عن حين الموت. وحيّنت الشىء : جعلت له حينا. وأحينت بالمكان : أقمت به حينا.
__________________
(١) بالجر ، كما يدل عليه قوله : «وقيل سنتين». وهو معطوف على قوله : «بأربعين سنة» وفى الحقيقة مجرور بجار محذوف متعلق بمحذوف أيضا. والتقدير : وقيل يختص بسبع سنين. وكذا ما بعده. وهذا العطف يعرف بالعطف التلقينى ، وقد جاء فى قوله تعالى : (قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) وفى قوله تعالى : (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ).
(٢) الآية ١٧٤ سورة الصافات.
(٣) ب : «أهملوها».
(٤) الآية ٣ سورة ص. وتمام الآية «وَلاتَ حِينَ مَناصٍ».
(٥) الآية ٩٨ سورة يونس.
(٦) الآية ٢٥ سورة ابراهيم.
(٧) الآية ١٧ سورة الروم.
(٨) صدر سورة الانسان.
(٩) الآية ٨٨ سورة ص.