وقول الشّاعر (١) :
أبيض اللّون لذيذا طعمه |
|
طيّب الرّيق إذا الرّيق خدع |
أى فسد ، أى خفى طيبه.
٨ ـ بصيرة فى الخدن والخذل والخرور
الخدن والخدين : الصّاحب المحدّث ، ومن يخادنك فى كلّ أمر ظاهر وباطن. وأكثر ما يستعمل الخدن فيمن يصاحب بشهوة. قال (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ)(٢).
الخذل ترك النّصرة. خذله خذلا وخذلانا : ترك نصرته وكان يظنّ به أن ينصره. لذلك قيل خذلت الظّبية وغيرها إذا تخلّفت (٣) عن صواحبها أو تخلّفت فلم تلحق ، وتخاذلت رجلاه : ضعفتا.
والخرور : السّقوط. خرّ الرجل يخرّ بالضمّ (٤) خرّا وخرورا : سقط. وخرّ الماء يخرّ بالكسر خريرا إذا صوّت. والخرير يقال لصوت الماء والرّيح وغير ذلك ممّا يسقط من علوّ.
وقوله تعالى : (خَرُّوا سُجَّداً)(٥) فيه تنبيه على اجتماع أمرين : السّقوط من علوّ ، وحصول الصّوت بالتسبيح. وقوله من بعد : (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) تنبيه على أنّ ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد الله لا بشيء آخر.
__________________
(١) هو سويد بن أبى كاهل اليشكرى. من قصيدة مفضلية. والبيت فى وصف ثغر المرأة وأسنانها.
(٢) الآية ٢٥ سورة النساء.
(٣) أى تخلفت باختيارها. وفى القاموس : «تخلفت عن صواحبها وانفردت» وبهذا يخالف المعنى الثانى ، فان تخلفها فيه عن عجز.
(٤) جاء فى القاموس الكسر أيضا ، بل هو الأصل.
(٥) الآية ١٥ سورة السجدة.