٩ ـ بصيرة فى الخرب والخروج
خرب المكان خرابا ضدّ عمر. وقد أخربه غيره وخرّبه. قال تعالى : (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ)(١) فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلا تبقى للنّبىّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، وقيل : بل بإجلائهم عنها.
والخروج : البروز. يقال : خرج إذا برز من مقرّه وحاله ، سواء كان مقرّه دارا أو بلدا أو ثوبا ، وسواء كان حاله حالا فى نفسه أو فى أسبابه الخارجة. والإخراج أكثر ما يقال فى الأعيان. ويقال فى التكوين الّذى هو من فعل الله تعالى نحو (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)(٢) والتخريج أكثر ما يقال فى العلوم والصّناعات. وقيل : لما يخرج من الأرض ومن كراء الحيوان ونحو ذلك : خرج وخراج. قال تعالى : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ)(٣) فإضافته إلى الله تنبيه أنّه هو الذى ألزمه وأوجبه. والخرج أعمّ من الخراج. وجعل الخرج بإزاء الدّخل. والخراج مختصّ فى الغالب بالضّريبة على الأرض. وقيل : العبد يؤدّى خرجه (٤) أى غلّته ، والرّعيّة تؤدّى إلى الأمير الخراج. وقيل : الخراج (٥) بالضّمان ، أى
__________________
(١) الآية ٢ سورة الحشر وقد قرأ : «يخربون» بالتشديد أبو عمرو ، وقرأ الباقون بسكون الخاء من الاخراب.
(٢) الآية ٥٣ سورة طه.
(٣) أى يؤديه الى سيده على حسب اتفاقه معه.
(٤) الآية ٧٢ سورة المؤمنين.
(٥) فى التاج فى المادة : قال الجلال فى التخريج : هذا الحديث صححه الترمذى وابن حبان والحاكم وابن القطان والمنذرى والذهبى ، وضعفه البخارى وأبو حاتم وابن حزم. وجزم فى موضع آخر بصحته ، وقال : هو حديث صحيح أخرجه الشافعى وأحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه وابن حبان من حديث عائشة رضى الله عنها. قال شيخنا : وهو من كلام النبوة الاولى الجامع. واتخذه الأئمة المجتهدون ، والفقهاء الاثبات المقلدون قاعدة من قواعد الشرع وأصلا من أصول الفقه ، بنوا عليه فروعا واسمة مبسوطة.