١٣ ـ بصيرة فى الدل والدلو والدلك والدم والدمر
الدّلّ كالهدى (١) وهما من السّكينة والوقار وحسن المنظر. والدّلالة مثلثة. والدّال والدّلالة : ما يتوصل به إلى معرفة الشّىء كدلالة الألفاظ على المعانى ودلالة الرّموز والإشارات والكتابة (٢) والعقود (٣) فى الحساب ، وسواء كان ذلك بقصد ممّن يجعله دلالة (٤) أو لم يكن ، كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنّه حىّ ، قال تعالى : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ)(٥) والدّالّ والدّليل من حصلت منه الدّلالة ، ثمّ يسمّى الدّال والدّليل دلالة كتسمية (٦) الشّىء بمصدره.
* * *
والدّلو يذكّر ويؤنّث والجمع أدل ودلاء ودلىّ ودلىّ ودلى كعلى. ودلوت الدّلو : (أرسلتها فى البئر ، وأدليتها أخرجتها) (٧) قال تعالى : (فَأَدْلى دَلْوَهُ)(٨) واستعير للتوصّل إلى الشىء ، قال الشاعر :
__________________
(١) يقال : فلان حسن الدل أى الطريقة والسيرة ، كما يقال : حسن الهدى.
(٢) فى ب والراغب : «الكناية».
(٣) المراد عقد الاصابع كانوا يحسبون به. فالواحد له قبض الخنصر ، وللاثنين قبض البنصر ، والوسطى للثلاثة ، ويكون برفع الاصبع وهكذا كانوا يحسبون الآحاد والعشرات وغيرهما. وانظر فصلا لهذا فى كتاب بلوغ الارب للآلوسي.
(٤) فى الاصلين : «دالة» وما أثبت من الراغب.
(٥) الآية ١٤ سورة سبأ.
(٦) فى الاصلين : «لتسمية» وما أثبت من الراغب.
(٧) تبع فى هذا الراغب. والذى فى اللغة عكس ما هنا ، فالادلاء ارسال الدلو فى البئر ، ودلوها : جذبها من البئر ، وقد يستعمل فى ارسالها ، ويخص الجوهرى ذلك بالشعر. والمفسرون يجمعون فى قوله تعالى ، (فَأَدْلى دَلْوَهُ) على أن المراد ارسال الدلو فى البئر ليملأها.
(٨) الآية ١٩ سورة يوسف.