١٨ ـ بصيرة فى الدون والدين
يقال للقاصر عن الشىء : دون. وقال بعضهم : هو مقلوب من الدنوّ. والأدون الدّنىء. وقوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ)(١) أى ممّن (٢) لم تبلغ منزلته منزلتكم فى الدّيانة ، وقيل فى القرابة. وقوله تعالى : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(٣) أى ما كان أقلّ من ذلك. وقيل : ما سوى ذلك. والمعنيان يتلازمان.
وقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)(٤) أى غير الله ، وقيل : معناه إلهين متوسّلا بهما إلى الله. وقوله : (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ)(٥) أى ليس لهم من يواليهم (٦) من دون الله.
وقد يغرى بلفظ دون فيقال : دونك كذا أى تناوله. وقال بعض أئمة اللغة : دون نقيض فوق ، ويكون ظرفا ، وبمعنى أمام ووراء وفوق ، وبمعنى الشريف والخسيس ، وبمعنى الأمر وبمعنى الوعيد. وقال بعضهم : الدون : الحقير الخسيس ، وقد دان وأدين.
* * *
أمّا الدّين فيقال للطّاعة والجزاء واستعير للشريعة. والدّين كالملة لكنه يقال اعتبارا بالطّاعة والانقياد للشريعة.
__________________
(١) الآية ١١٨ سورة آل عمران.
(٢) المراد : من غير المؤمنين. والأظهر أن (دون) بمعنى غير.
(٣) الآية ١١٦ سورة النساء.
(٤) الآية ١١٦ سورة المائدة.
(٥) الآية ٣١ سورة الشورى.
(٦) فى الاصلين : «مواليهم».