١٥ ـ بصيرة فى الاسم
اعلم أنّ الاسم لغة : الكلمة. وتخصيصه بما ليس بفعل ولا حرف اصطلاح طارئ. قاله الرّاغب فى تفسيره. وقال فى موضع آخر : الاسم : ما يعرف به (ذات (١) الأصل).
وأصله سمو عند البصريّين ، حذفت الواو ، ونقل سكون الميم إلى السّين فجىء بهمزة الوصل. وعلّة الحذف كثرة الاستعمال. ولذا لم يحذف من من عضو ونضو ، ونحوهما. وقال الكوفيّون : هو من الوسم ، أخّرت فاء الكلمة ، وحذفت [أو حذفت (٢)] من غير تأخير. وبعض الكوفيّين يقول : قلبت الواو همزة ؛ كما فعل من قال : إشاح فى وشاح ، ثم كثر استعماله ، فجعلت ألف وصل.
[و] قول الكوفيّين أبين من حيث المعنى. فأخذه من العلامة أوضح من أخذه من الرفعة. وقول البصريّين أقرب من جهة اللّفظ. وشذّ بعض المفسرين وقال : أصله من الاسم (٣) بالضّمّ وهو القوّة والغضب. وسمّت (٤) الأسد أسامة ، لقوّته وشدّة غضبه. والهمزة على هذا أصلية.
وسئل أبو عمرو بن العلاء عن تصغير اسم ، فقال : أسيم (٥).
__________________
(١) كذا فى ا ، ب وفى الراغب (سما): «ذات الشىء»
(٢) زيادة يقتضيها السياق
(٣) لم أقف على هذا فى كتب اللغة
(٤) ا ، ب : «سميت» والوجه ما أثبت أى سمت العرب.
(٥) المعروف فى تصغيره : سمى. وقد احتج البصريون على الكوفيين بهذا التصغير. وانظر التاج.