٩ ـ بصيرة فى الزيادة
الزّيادة : أن ينضمّ إلى ما عليه الشىء فى نفسه شىء آخر ، زدته أزيده زيدا وزيادة فازداد. وقوله تعالى : (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ)(١) نحو ازددت (٢) فضلا ، أى ازداد فضلى ، فهو من باب سفه نفسه (٣)
وذلك قد يكون زيادة مذمومة كالزّيادة على الكفاية كزائد الأصابع ، والزّوائد فى قوائم الدّابّة ، وزيادة الكبد ، وهى قطعة متعلّقة بها يتصوّر أن لا حاجة إليها ؛ لكونها غير مأكولة.
وقد يكون زيادة [محمودة (٤)] نحو قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(٥) ، روى من طرق مختلفة أنّ هذه الزّيادة النظر إلى وجه الله تعالى ، إشارة إلى أحوال وأمور لا يمكن تصوّرها فى الدنيا.
وقوله : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(٦) أى أعطاه من العلم والجسم قدرا زائدا على ما أعطى أهل زمانه.
__________________
(١) الآية ٦٥ سورة يوسف
(٢) يريد أن (كَيْلَ بَعِيرٍ) تمييز محول عن الفاعل
(٣) جعل (نفسه) فى هذا التركيب تمييزا مذهب الفراء ، وهو يجيز أن يكون التمييز معرفة ، ويرى غيره ممن لا يجيز ذلك أن (نفسه) منصوب على نزع الخافض ، أى سفه فى نفسه ، أو أن (سفه) فى معنى جهل يتعدى بنفسه ، ف (نفسه) مفعول به ، وانظر التاج فى (سفه)
(٤) زيادة من الراغب.
(٥) الآية ٢٦ سورة يونس
(٦) الآية ٢٤٧ سورة البقرة